کد مطلب:332526 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:420

القتل، والنهب، والسلب
وقامت أقلام العلماء، والأدباء والشعراء بالذب عن حیاض المقدسات الدینیة،

وفضح أعمال البرابرة السعودیین الذین أعادوا إلی الذاكرة فظائع الغزو المغولی للدیار الإسلامیة، وما ارتكبت فیه من آثام وجرائم ضد الحضارة والإنسانیة. وكان فی طلیعة الكتب التی صدرت فی ذلك الحسن كتاب " كشف الارتیاب فی أتباع محمد بن عبد الوهاب " وهذا الكتاب بقلم المرحوم الوالد الذی استقصی فیه تاریخهم الحافل بالفضائح والمآسی، والإجرام، وفضح فیه أسطورة الإصلاح والتجدید التی زعموها، وفند عقائدهم وافتراءاتهم علی الإسلام، والمسلمین بما لیس فیه زیادة لمستزید. وقد أثار هذا الكتاب ضجة كبری فی العالمین الإسلامی والعربی یومذاك، وألب علیهم الرأی العام، وأوقعهم فی حیرة من أمرهم، لما فیه من الحجج الدامغة، والبراهین الساطعة، وجعلهم یحشدون كل ما لدیهم من أقلام مخدوعة ومأجورة، للرد علیه، واضطرهم بالتالی التی التخفیف من غلوائهم ومحاولة استرضاء الرأی العام الإسلامی الذی ناصبهم العداء، لا سیما بعد أن صدرت الفتاوی بعدم جواز أداء فریضة الحج، لعدم أمان المسلمین علی أرواحهم، وأموالهم، وأعراضهم، وكان موسم الحج هو المورد الوحید لتأمین الموارد لهم بعد أن خرجوا من دیارهم حفاة عراة جائعین، وبعد أن كان تاریخهم الدامی الذی یفاخرون به، سلسلة من أعمال الغزو، والسلب، والنهب، والتقتیل. 2 لقد هادن السعودیون الرأی العام العربی والإسلامی فترة، وتظاهروا بالتوبة، ثم عمدوا إلی شراء أقلام الكتاب، والصحافیین



[ صفحه 13]



المأجورة یسترون بها عوراتهم وجرائمهم، بأموال المسلمین، وذلك حرصا علی استتباب الأمر لهم. ولما ظهر البترول فی البلاد العربیة التی اغتصبوها من أصحابها، وأعطوا امتیازاتها للشركات الاحتكاریة بأبخس الأثمان، وأبطرتهم النعمة، عادوا سیرتهم الأولی، وانطلقوا یحملون معهم خیرات البلاد لینفقوها بالملایین، وعشرات الملایین علی الفسق، والفجور، وشرب الخمور، وانتهاك الأعراض، حتی انتشرت فضائحهم فی الشرق والغرب، وتحدثت عنها صحف العالم، بینما ضنوا بالنزر الیسیر منها علی الشعوب التی ابتلیت بحكمهم فتضورت جوعا. ولم یحرموا هذه الشعوب من خیرات البترول فحسب، بل حرموها من أبسط ما یتمتع به الإنسان من كرامة، بل حرموها من أبسط الحریات فلا حریة للمعتقد، ولا حریة للعبادة، ولا حریة للقول، ولا حریة للكلام، فالكتب والصحف محظورة إلا ما مجد السعودیین، وأباح جورهم، وأشاد بطغیانهم، بینما تحرق كتب الإسلام الصحیح، وتمزق أسفار الدین القویم. وكشاهد علی ذلك نروی ما فعله قاضیهم فی محكمة الظهران، سلیمان بن عبید عام (1955 م) من أمره بإحراق كتاب فقهی اسمه: (دعائم الإسلام) كما فعلوا بكتاب: (أبو الشهداء) للأستاذ عباس محمود العقاد الذی لم یكتفوا بمنعه بل صادروه، وأحرقوه، وكذلك فعلوا بكثیر من الكتب والأسفار. 3 سلط السعودیون زبانیتهم ممن أسموهم زورا وبهتانا " هیئة الأمر بالمعروف والنهی عن المنكر " عن الناس فأمعنوا بهم تنكیلا، وهم الذین یحكمون بإحراق كتب الدین، وتاریخ المسلمین، وینكلون



[ صفحه 14]



بالأحرار... ویتفننون بارتكاب الموبقات، وإننا لنسأل عبد الملك بن إبراهیم رئیس هیئة الأمر بالمعروف والنهی عن المنكر، وأمین سرها عبد الله باشمیل وجلاوزتهما كیف سكتوا عن مخازی أمرائهم، وفجور حكامهم، وفسق ملوكهم، وتهتك كبرائهم، ولم یروا فی هذه الأعمال منكرا ینهون عنه؟ [1] .



[ صفحه 15]




[1] هذه الكلمة القيمة للأستاذ الكبير السيد حسن الأمين افتتح بها كتاب المرحوم والده المقدس " كشف الارتياب " عند تجديد طبعه.